هل الخل مطهر يقتل البكتيريا والفيروسات؟ .. الاجابة لا
هل يستخدم الخل كمطهر؟
الاستخدام التجاري للخل كمطهر يتكون بشكل اساسي من حمض الاستيك يعتبر غير كفء ولا يمكنه تغطية كافة الاخطار التي تغطيها المطهرات الكيميائية المصنعة، مثل الديتول أو الكحول أو الكلور.
ولنعرف قدرة الخل كمطهر سنناقش ذلك بشكل علمي عن طريقة معرفة مكونات الخل وتأثيرها على البكتيريا و الفيروسات والفطريات.
مما يتكون الخل؟
الخل هو ناتج عملية تخمر طبيعية عضوية، ويتكون بشكل أساسي من حمض الخليك أو ما يعرف بحمض الاسيتيك ورمزه الكيميائي CH3COOH، وهو حمض ضعيف له رائحة نفاذة ولون شفاف في الحالة العادية. وله القدرة على امتصاص بخار الماء من الهواء (يشبه في ذلك الأرز).
وطبقاً للاحتياجات المختلفة فقد تم انتاج انواع كثيرة من الخل بنفس الطريقة عن طريق تخمير عصائر ومنقوعات بعض الفواكه والخضروات وخلافها، لكن حديثنا يتعلق اليوم بالخل الأبيض النقي.
ما هي فوائد الخل الأبيض؟
بعد اجراء تجارب متعددة على الخل الأبيض أو حمض الخليك (الاسيتيك) تم التوصل إلى قدرته على تخفيف وعلاج بعض الأمراض لدى الإنسان مثل الحكة والالتهابات وتهدئة التهيجات الناتجة عن الحروق ولكن ذلك يتم عن طريق مستحضرات طبية تحتوي الحمض وليس الاستخدام المباشر للخل.
كما تم اكتشاف قدرة كبيرة للخل على تقوية العظام حيث يحسن من امتصاص فيتامينات د والكالسيوم مما يعزز قوة العظام لذلك ينصح بإضافته للطعام ولكن ألا يزيد ذلك عن ملعقة صغيرة في طبق السلطة.
ومن ناحية التجميل والبشرة فقد وجد أن الخل له قدرة كبيرة على تنظيف البشرة وعلاج البثور وحماية الجلد من تأثيرات التعرض لأشعة الشمس.
كما اثبتت الاختبارات قدرة الخل على قتل بعض انواع البكتيريا والجراثيم نتيجة تأثيره الحامضي على تلك الكائنات لكنه لا يزال ضعيفاً امام انواع كثيرة من البكتيريا والفيروسات بكافة انواعها.
استخدام الخل كمطهر
شاع قديما استخدام الخل كمطهر في المجال الطبي قبل اكتشاف المطهرات الكيميائية المعروفة حالياً، وذلك أن الكحوليات والاحماض الناتجة عن تخمر المواد العضوية كانت المادة الأساسية المستخدمة في المستحضرات الطبية في ذلك الوقت.
ومع التقدم العلمي والاكتشافات الطبية تراجع دور الخل كمطهر حيث اتضح انه ضعيف امام الفيروسات وأنواع قوية من البكتيريا بينما أظهر الكحول الايثيلي والكلور نتائج أفضل ضدها.
لذلك فإنه من الخطأ الشائع الاعتماد على الخل كمطهر بديل للكحول الإيثيلي في النظافة الشخصية كمثال، لأن الخل لا يمكنه التعامل مع الغشاء البروتيني للفيروسات، وكان من المعلومات الشائعة المغلوطة اثناء جائحة كرونا أن الخل قادر على مكافحة الفيروس ويعزى ذلك إلى ارتفاع اسعار المطهرات خلال انتشار الجائحة لكن الخل لم يثبت كفاءة امام فيروس كورونا أو متحوراته.
بينما يمكن استخدام الخل في المنزل كمطهر، فالمنزل بيئة نظيفة على عكس بيئة المستشفيات أو العيادات الطبية التي قد تكون عرضة أكثر للفيروسات والجراثيم مع توافد المرضى عليها، فيمكن لربات البيوت في المنازل استخدام الخل المخفف بنسبة 20% في تطهير مكان تقطيع الطعام أو مسح الأطباق والأواني، ويمكن اضافة الخل لماء غسيل الأواني ايضا فهو قادر على اذابة الدهون وقتل الجراثيم الناتجة عن بواقي الطعام.
وإذا رغبت في استخدام الخل في المنزل لأغراض التنظيف ، فاختر دائمًا الخل الأبيض، الخل الأبيض أكثر حمضية في الطبيعة مقارنة بأنواع الخل الأخرى، يتكون من حوالي 5-10 في المائة من حمض الأسيتيك ، مما يجعله أكثر فعالية من الخل الآخر.
وفي النهاية ينصح بعدم الاعتماد على الخل في التطهير الخفيف إلا عند الضرورة أو عدم القدرة على توفير مطهر قوي مثل الكحول والكلور، ولا ينصح ابداً باستخدام الخل في مكافحة الفيروسات من أي نوع.
دمتم بكل عافية ♥
يوليو 28, 2025